
Demo2 Bany2
في كتير بلاد بيعملوا البقلاوة، وكل حدا بيحكي إنه وصفته "الأصلية" أو "الأطيب"، بس نحنا عنّا... في سرّ بيخليها غير شكل! طراوتها، قرشتها، ريحتها، وحتى شكلها لما بتنباع أو بتنحط على الطاولة... كل تفصيلة محسوبة ومضبوطة، وكأنها تحفة فنية معمولة بحب وإتقان. فـ شو هو هالسر؟ خلينا نحكي.
أساس البقلاوة الصح هو العجينة. ومن أهم أسباب نجاحها عندنا إنه العجينة بتنعمل بإيدينا، وبتنفرِد طبقة طبقة، لدرجة بتصير شفّافة متل الورقة. لا آلات ولا shortcuts، بس شغل بيت تقليدي وتعب عن جد. كل ما كانت العجينة رقيقة أكتر، كل ما امتصت السمن وتحمّصت بطريقة بتخلي الطعمة خرافية.
كتير ناس بيستخدموا زبدة أو سمنة نباتية، بس إحنا منعرف إنه سر النكهة والريحة هو بالسمنة البلدية. هي اللي بتعطي البقلاوة لمعتها، طراوتها، وطعمتها اللي بتضل عالقة بالذهن. وكل بيت أو محل محترم عنده خلطته الخاصة من السمنة، بيحضّرها بحب وضمير.
ما مننسى رشة المستكة، نقطة الورد، أو شوية من ماء الزهر يلي بينضافوا على الشيرة (القطر). هالنكات مش بس بيكملوا الطعمة، هنّي اللي بيخلوا أول قضمة تعيدنا سنين لورا... لعزايم رمضان، لفرحة الأعياد، وللمناسبات اللي بتجمع العيلة.
مش أي فرن بيظبط البقلاوة. بدها حرارة موزونة، لا تحرّق العجينة ولا تخلّيها عجينة. اللون الذهبي الموحد من فوق لتحت، هاد دليل الخبرة الطويلة، والناس بتعرف وين المحلات أو البيوت اللي دايمًا بتحمصها صح.
القطر لازم يكون خفيف، مو تقيل وسميك. الأهم من هيك، ينضاف بارد على بقلاوة ساخنة طالعة من الفرن، ليعطيها التوازن الصح بين القرمشة والطراوة. هيك بتصير تذوب بالفم وبتضل محافظة ع نكهتها لأيام.
يمكن أكتر شي بيخلي وصفة البقلاوة عنّا ناجحة هو إنها متوارَثة. كل ست بيت بتعلّم بنتها، وكل جيل بيضيف تفصيلة صغيرة عالطريقة، بس بيحافظ عالروح الأصلية. في شي بالقصة، بالمحبة، وبالعادات اللي بتنضاف للمقادير... وهاد يمكن أهم سر.
البقلاوة مو بس حلو، هي جزء من هويتنا، من ضيافتنا، ومن فرحتنا. ونجاحها عنّا ما إجا من فراغ، هو مزيج من الخبرة، الإتقان، وجودة المكونات... وقبل كل شي، من القلب يلي بيشتغل وبيحب يشارك طيبو مع الناس.
فكل ما تاكل لقمة بقلاوة عنّا، تذكّر إنك عم تذوق تاريخ كامل ملفوف بورق رقيق ومعجون بالسمنة والحب. 💛